Loading

SFD SFD

أمنية صيرها الصندوق واقعاً

أمنية صيرها الصندوق واقعاً - رسالة بتصرف أرسلها للصندوق الطالب / محمد إبراهيم دحان عاطف:
 

"منذ صغري وانا أحلم بأن تكون لي مدرسة مثلي مثل صغار حارتي . لكنني كنت أتسال كيف ذلك وانا فاقد ‏للسمع ومدينة خمر كاملةً ليس فيها مدرسة بل فصل واحد للمعاقين سمعياً . وبين الحلم والأمنية وبين ‏الرجاء واليأس كنت ومعي أختي الصغرى وأخي الأكبر الذين يعانون فقدان السمع مثلي مستمرين في الضغط ‏على والداي بأن يسجلنا في المدرسة لنتعلم مثلنا مثل غيرنا ممن خلق الله . لتكلل جهودنا بالنجاح فكان ‏تسجيلنا في إحدى المدارس التي لم يؤهل كادرها على ما نحتاج إليه من وسائط وطرائق لنقل المعلومة إلينا ‏لتستمر معاناتنا مع كتاب لا نفهم محتواه لسنين .‏
 

وفي هذه الحلكة من المعاناة يشعل الصندوق الاجتماعي للتنمية مشعل النور الأول من خلال بناء فصول ‏للصم بمدرستي السلام للبنين والشيماء للبنات فكانت الفرحة الأولى لتتوالى أفراحنا بعطاء الصندوق الذي ‏لم يتوقف عند الحجر الذي شيد به فصولنا بل أستمر في التأثيث لغرف المصادر والفصول و تأهيل ‏المعلمين والمعلمات في لغة الإشارة والتدريبات النطقية وأساليب تعليم الصم وغيرها مما كنا نرقبه يوماً بعد ‏أخر من حراك في بناء الإنسان والمكان ومعنا حلمنا البسيط في حصولنا على حقنا في التعليم الذي قويناه ‏بالصبر ليكون أمنية فتوج صبرنا بقيام الصندوق الاجتماعي للتنمية بحملته التوعوية التي شملت مدارس ‏الدمج بما فيها من كادر له أن ينقل ما أكتسبه من خبرات إلى فصولنا ومدارس عامة حق لها أن تعرف من هو ‏المعاق وتتقبله وجمعية وجب عليها أن توفي بالتزاماتها تجاه مستهدفيها وأولياء أمور وأصدقاء من طلاب ‏المدارس لتخط القلوب قبل الأقلام جدول حصصنا في مدارس الدمج ولتتوزع المهام بين الجهات المعنية ‏معلنةً البداية الحقيقة لوصولنا لحقنا في التعليم الذي حلمنا به ونميناه.‏
 

وبهذا فقد أخذ الصندوق الاجتماعي للتنمية على عاتقه أن يصير الأمنية واقعاً تعليمياً ملموساً استحق عليه ‏شكر أصابعنا التي تفيض بالإشارة أنهاراً من الامتنان والعرفان بالجميل."