Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

قصة أول مُقاوِلة من بُرَع

قصة أول مُقاوِلة من بُرَع
ينفِّذُ الصندوقُ الاجتماعي للتنمية بنجاح آلية التعاقدات المجتمعية في عدد من تدخلاته، وهي الآلية التي تُعتبر المجتمعات المحلية فيها هي قائدة المشروع الذي تديره لجنة مجتمعية يتم انتخابها من قِبَل المجتمع، وينفذه بالكامل مقاولون وعمال محليون (من منطقة المشروع) وتُشترَى مواد البناء من المحلات في إطار العزلة التي يقع المشروع فيها، وبشكل تنافسي وشفاف.. بحيث ويؤدِّي ذلك إلى إيجاد حركة اقتصادية وتنموية، وخلق عمالة ملحوظة في إطار العزلة.

 

إن آلية التعاقدات المجتمعية فكرة مبتكرة جديدة وهادفة، تساعدُ على بناء القدرات لتنفيذ الإجراءات التعاقدية والمشتريات، وكذا الإشراف على تنفيذ المشروع. كما تعملُ هذه الآلية على تعزيز المساواة والإنصاف والشفافية في تنفيذ المشاريع، فضلا عن خلق فرص عمل. وقد لوحظ أنها تخلق شعورا بتملك المجتمع للمشروع، وثقة في ممارسة الأعمال، حيث أصبح العديد من الأفراد المشاركين في أعمال المشروع مقاولين في مناطقهم.

في نهاية عام 2010 قام الصندوق بتطبيق هذه الآلية في مشروع الزراعة المطرية الذي  استهدف الإدارة المتكاملة لمسقط مياه وادي شريم في منطقة رحبات بمديرية برع (الحديدة)، وأنزل مناقصة مقاولة من أجل إنتاج 9,556 شتلة أشجار زراعية مثمرة وحراجية لاستخدامها في المشروع. تقدم للمنافسة 3 مقاولين.. وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان حينما كان من بين المتقدمين امرأة شابة أمية لها 5 بنات وولدين كانت هي من فازت بالمنافسة. كانت المرة الأولى في حياة المنطقة أن تدخل فيها امرأة مثل زكية حسن إبراهيم كمقاولة، وكانت الحادثة مثار جدل وتندر وانتقاد المجتمع المحلي هناك وخاصة أن المقاولة تركز على إنتاج الشتلات الحراجية التي كانوا يعتقدون أنها ذات غير فائدة اقتصادية أو زراعية.

اعتمدت زكية في التخطيط لمشروعها على اختلاف تفكيرها عن قرنائها من أبناء منطقتها. لقد كان أول مشروع اقتصادي لها أن باعت حليها الذهبية عام 2009 لشراء عين ماء استخدمته لري حقول الخضروات الخاصة بها. وكان الري من العين أحد أسرار نجاح مشروعها الجديد كما اعتمدت فيه على تشغيل ستة أفراد والبحث معاً عن الشتلات والأشجار الصغيرة التي تنمو على جبال ومرتفعات المنطقة الكثيفة بالأشجار. وفي نهاية مشروعها الأخير ربحت زكية ضعف ما أنفقت ووردت كافة الشتلات للمشروع الذي وزعها على المستفيدين أصحاب خزانات حصاد مياه الأمطار الخاصة بالمجموعات الإنتاجية الزراعية.

لم تنتهِ قصة زكية هنا، بل إنها تقدمت مرة أخرى لمنافسة جديدة في العام 2012 لغرس ورعاية 1,000 شتلة حراجية بقيمة 150 ألف ريال، وهي تقوم الآن برعايتها حتى تسلمها للصندوق قريباً. تصرح زكية قائلةً "نساء القرية مستغربات اليوم بنجاحي. كانوا ينتقدوني ويحكموا بخسارتي لأني تقدمت بسعر أقل من سعر الرجال، ودخلت مجال عمل الرجال"!

"زوجي دعمني بقوة.. واليوم يخطط لعمل مشروع له يعتمد جزئياً على مشاريعي. هو يفكر بغرس بذور أشجار غذاء نحل العسل غير المتوفرة في المنطقة لتربية النحل طوال العام بدون أن يتنقل مع الخلايا طوال العام." ويضيف زوج زكية قائلاً: "هذا صحيح، لكني أيضاً أخطط بتعلم أساليب الزراعة والبيطرة بالطرق الحديثة".

تقول زكية ما قالت وهي لم تُنهِ قصتها هنا أيضاً، فهي لا تزال تمتلك أرباحاً من مشروعها سابق الذكر لتستدرك أنها استثمرت جزءاً كبيراً منها في بناء حاجز مائي خاص صغير في أعلى المسقط بطول 20 متراً وارتفاع 6 أمتار تقوم مهمته على تحويل مياه الأمطار نحو خزانات مياه المجموعات الإنتاجية مقابل رسوم بسيطة من أعضائها في كل تعبئة للخزانات. تقول زكية في ذلك "المشروع بالنسبة لي استثماري مستدام وتنموي يخدم أبناء المنطقة ويوفر على الصندوق الاجتماعي عبئاً جديداً."

قصص من الميدان