Loading

SFD SFD

قصص من الميدان

بالإدخار نبني التعافي الاقتصادي

بالإدخار نبني التعافي الاقتصادي

أصبحت أكثر إيمانا من أي وقت مضى بأن مشروع الادخار والتمويل الريفي VSLAs هو مشروع اقتصادي مجدي تماما يلائم ظروف الحرب الصعبة وينعش فرصا كثيرة بالأمل. ففي البداية, الصندوق ااجتماعي للتنمية ومن خلال استشاريي واستشاريات مشروع الادخار والتمويل الريفي VSLAs يقدمون رسالة تنموية عظيمة مفادها "لا تعطيني سمكة كل يوم بل علمني كيف أصطاد", وبهكذا طريقة فقط تبدأ خطوة الألف ميل نحو اقتصاد قوي.

كما أغلب المشاريع العظيمة في العالم, بدأ مشروعنا هنا بمرحلة تجريبية تعلم خلاله الدروس والتجارب المناسبة من اجل اعادة وتحسين تصميم المشاريع القادمة في ظل التوسع الذي بدأ فيه المشروع.

وليس هذا فحسب بل أن مشروعنا هذا ممكن أن يحدث إلهاما لبقية اللاعبين في التنمية وبدء دخولهم في مجال الاستثمار في تنمية ثقافة الادخار, وبالتالي ينعكس إيجابا على الاقتصاد الشخصي للعضو ومن ثم الاقتصاد الأسري ومن ثم الاقتصاد المجتمعي ومن ثم يساهم بشكل فاعل في التعافي الاقتصاد الوطني الذي يعاني الهشاشة اليوم بسبب شحة الاستثمار في التنمية الاقتصادية.

لذلك, دعونا نستشف الجدوى الاقتصادية للمشروع في المستقبل فلو مثلا توسع مشروعنا, اليوم نحن نشكل 84 مجموعة إدخار وتمويل ريفي رجالية ونسائية والتي تم تأسيسها في خمس عزل مختلفة هي : عزلة وادعة بعمران , وعزلة الأثلوث بذمار , وعزلة بني أسعد بإب , وعزلة المشاريج بلحج , وعزلة ميفه بحضرموت , والتي وصل عدد الاعضاء فيها حتى نهاية العام 2019م 1953 عضوا نشطا من الجنسين رجال ونساء , مثلت النساء 45% من إجمالي عدد الأعضاء.

كما تم خلال العام 2019 تدريب 761 عضو من أعضاء المجموعات في مجال ريادة الأعمال ودراسة الجدوى للمشاريع الصغيرة ، و أيضاً تدريب 547 عضواً من أعضاء المجموعات في عدد من المجالات الفنية شملت الثروة الحيوانية ، تربية النحل ، انتاج وبيع العسل، التقنيات الزراعية الحديثة ، و مجال الطاقة الشمسية لتمكينهم من تأسيس و إدارة مشاريعهم بكفاء وفاعلية .
ولو توسع مشروعنا وتم استهداف 500 عزلة وفي كل منها استهدفنا 7 قرى مثلا فسيكون لدينا 3500 قرية مستهدفة في الجمهورية طبعا وفي كل قرية سيتم تشكيل مجموعتين ادخار وتمويل ريفي ومجموعة نسائية ومجموعة رجالية, يعني ستكون لدينا حوالي 7000 مجموعة ادخار وتمويل ريفي VSLAs تضم جميعها حوالي 175,000 عضو يفتح له مشروعا صغيرا أو يطور مشروعه الصغير , وكل عضو يعول كحد متوسط 3 اولاد مما يعني ان إجمالي الأشخاص الذين سوف يستفيدون من المجموعات حوالي 700,000. وهذا الرقم يشكل هدف تنموي وانساني جيد كمرحلة أولى.

ومن الجانب الاجتماعي للمشروع, لا أزال أتذكر ما قاله لنا مدير فرع الصندوق بمحافظة عمران
المهندس/ حافظ الذرحاني في إحدى الدورات إن الاحساس بقيمة العطاء أعظم من الاحساس بقيمة القبض. ومن خلال ما لاحظته على كمية المساعدات المادية التي قدمتها الانشطة التكافلية التابعة لمجموعات الادخار لصالح الأعضاء ذوي الاحتياجات الخاصة أو لبعض الحالات المرضية في المجتمع شعرت بسعادة غامرة واحساس لا يوصف باستمرار التضامن الاجتماعي وفائدة مشاريع التنمية في ترسيخها.

هذا من جانب, وانتابني نفس الشعور من جانب آخر عندما أرى أعضاء المجموعة الواحدة في انسجام وتلاحم وتآخي , وعندما يقول لي أحد الأعضاء المتيسرين اقتصاديا بالحرف "إن ما يدفعني إلى ادخار مبلغ كبير شهريا ليس من أجل أن أحصل على عائد مالي أو من أجل مصلحتي الشخصية بل من أجل دعم بقية الأعضاء الذين لا يقدرون على عمل مشروع بسيط أو أن يقترضوا من أي جهة وليس لديهم القدرة على توفير رهن أو تقديم أبسط الضمانات.

فمن خلال مجموعات الادخار والتمويل الريفي VSLAs استطعنا أن نقول اننا نقدم للمجتمع أبسط الأشياء التي فعلا تشعرهم بالأمل وتعود على أعضاء المجموعة بالفائدة الفنية والمادية وكذلك الإدارية مع ضرورة اكسابهم روح المسؤولية الاجتماعية نحو المجتمع المحيط من بداية دخولهم المجال الاقتصادي من خلال التكافل الاجتماعي الذي تقدمه مجموعات الادخار والتمويل الريفي لمن يتعرض لظروف طارئة.

اخيرا, لدى مشروعنا رؤية مستقبلية عظيمة وكبيرة نحاول كاستشاريين مؤسسين لهذا المشروع أن تكون لدينا الرؤية والهدف والحماس الاستثنائي في إنجاح كل مجموعة ادخار وتمويل ريفي تم تأسيسه منذ ما يقارب إثني عشر شهرا. وبهذا نعتبر اننا قد اتممنا المرحلة الأولى من حياة مشروعنا الريادي والذي سوف يكون له تأثير إيجابي على حياة الكثير من المجتمعات الريفية الفقيرة بإذن الله.

بقلم الاستشاري / محمد عيشان

قصص من الميدان