قصص من الميدان
استجابة استثنائية في بناء المراحيض تراعي قدرات ذوي الاعاقات
"الحمد لله أنكم وصلتم في وقتكم المناسب. فقد دخلت مشكلتنا مرحلة الحرج والحمام قام بحل مناسب لإحدى أكبر مشاكلي." هكذا رحبت الحاجة نجاة بفريق الصندوق الاجتماعي القادم لتحسين وبناء 65 حماماً تقليدياً آمناً لمجتمع بين الأمير بمديرية مناخة محافظة صنعاء، التي تتميز بوفرة مياه الغيول الجارية نحو الوادي أسفل القري.
تستمر نجاة (62 عاماً) في شرح شكواها ""نحن أسرة صغيرة من زوج مسن وولدي الشاب حسين وابنتي المعاقة بتول (16 عاماً). بسبب الضمور التام لإحدى يديها وإحدى رجليها ظلت هذه الأم المسنة طوال عمرها تحمل بتول على ظهرها وتتولى أكل تفاصيل نظافتها الشخصية الخاصة في الحمام القديم بصعوبة. تفاقمت المشكلة اليوم، حيث كبرت بتول وثقل وزنها ووصلت سن النضج وأصبحت في أشد الحاجة للخصوصية ومنحها الشعور بالثقة والكرامة وأدنى مستويات مرضية للقدرة والاستقلالية، مع إنهاء شعورها الملازم لها بالدونية أمام أقرانها وبأنها عبء يزداد ثقلا على أسرتها. تزامن كل ذلك مع تقدم سن الأم وضعفها وفقدان حمامهم القديم لكل ما يمكن أن يسهل مهمة الأم والابنة!
تحقق المراحيض في حالات كثيرة نتائج واضحة في مجالات التعليم والتغذية والدخل والبيئة إنصافاً في النوع الاجتماعي، فهي توفر الكرامة للمرأة والفتاة بشكل مذهل أثناء الحيض والحمل. لم تنس بتول حتى اليوم تسبب إعاقتها في حرمانها من التعليم بسبب بعد المدرسة وعدم قدرة كرسيها على التحرك على الطريق الصخرية الوعرة. لكن في المقابل، وبحسب أمها، بدأت تشعر بأن خدمة فريق الصندوق الاجتماعي بمرحاض مناسب يمنحها فصلا جديداً ويساهم في تغيير شخصيتها وتقدير ذاتها وقدراتها في القادم من حياتها. فقد تم تحسين تصميم وتأهيل الحمام لهذا الأسرة وتزويده بشكل استثنائي اعتباراً لحالة بتول بتجهيزات كافية أعانتها على استخدام كافة مكوناته لكل احتياجاتها بما فيها الاستحمام بشكل مستقل ودون الحاجة لمساعدة من أمها المسنة.
تضيف نجاة "منذ الانتهاء من تحسين وتجهيز الحمام، صارت الابتسامة مرافقة لها أكثر من أي وقت مضى. الآن باتت تستأذن مني أن تقضي وقتا أطول فيه حيث تستمتع بمقارنته بالحمام البدائي السابق مثل البلاط وأنظمة دفع الماء دون عناء وانعدام الروائح والخروج دون أن يلمس ثوبها الماء المخلوط بتراب الأرضية."
إنضم إلينا